عباد الله:
مصاب عظيم على أهل الإسلام عموما ما وقع في مدينة الرياض من تفجيرات سمعتم نبأهـا وشاهدتم صورها، قام بها من أشار إليهم المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلّم ــ الـذي لا ينطـق عـن الهـوى فـيمـا صـح عنـه في (صحيح ابن حبان) و(تاريخ الإمام البخاري) ـ رحمها الله تعالى - عن حذيفة ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: «سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: إن أخوف ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن، حتى إذا رؤيت عليه بهجته، وكان ردءا للإسلام، غَيَّره إلى ما شاء الله، فانسلخ من دينه، وجعله خلفه ظهريًا، وعمد إلى جاره بالسيف، ورماه بالشرك»، قال حذيفة: قلت: يا رسول الله، أيهـما أحـق بالشرك: الرامي أو المرمي؟ قال ـ عليه الصلاة والسّلام ـ: «الرامي».
فهذا الحديث الصحيح يُخبر فيه ـ عليه الصلاة والسّلام ـ أن فئة من جلدة المسلمين ومـن بنـيهـم سـوف يقرؤون القرآن، حتى إذا ظهـرت عـلـيـهـم بهجة هذه القراءة، وأصبحوا ردءا للإسلام، طرأ عـلـيـهـم الشيطان الرجيم؛ فغيّر فطرهم؛ فغيروا دين الله ـ عز وجل ـ إلى ما شاؤوا، من الأهواء التي ركبوها، والأفكار التي انتحلوها؛ فانسلخوا مـن الدين، وجعلوا الدين خلفهم ظهريًا، ومن صور ذلك: أنهـم عـمـدوا إلى جارهم بالسيف، أي: قاتلوا أهـل بلـدهـم، ورموهم بالشرك.
فهؤلاء ليسوا غريبين على هذه الأمة؛ لقد خرجوا يوم أن كان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ مـوجـودا، فقال إمامهم لرسول الله: «يا محمد، اعدل»!! فقال ـ عليه الصلاة والسّلام ـ: «يخرج من ضئضئي هـذا مـن تحقرون صلاتكم عند صلاتهم، وصيامكم عند صيامهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية».
وظف هؤلاء الشيطانُ لأي شيء؟! وظفهم للقضاء على كل اجتماع للمسلمين، وظفهـم لـضرب المسلمين من الداخل؛ فهم يقتلون أهل الإسلام، ويَدَعُون أهل الأوثان .
اجتمع الناس على من؟! على عثمان بن عفان ـ رضي الله تعالى عنه وأرضاه ـ، فلم يعجبهم حاله؛ فقتلوه شر قتلة ـ والعياذ بالله - ، في قصة مأساوية يعلمها المسلمون، لا زالت قلوبهم ممسوءةً بسببها.
وجاء الخليفة بعده علي بن أبي طالب ـ رضي الله تعالى عنه ـ، فقتلوه في صورة مأساوية ـ كذلك .
وجاء الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ، فخرجـوا عـليـه، وقاتلوه، وزعموا أنـه مشرك بالله، مغير لحكم الله - عز وجل !! .
فهم كما قال الإمام وهب بن المنبه: «قوم لا يرضيهم أن تجتمع كلمة المسلمين، ولا أن تتحد صفوفهم».
هؤلاء شر في جسم الأمة، كالأمراض التي تطرأ على جسد كل واحد منا؛ علاجها بإصلاحها، وطلـب الـدواء لها، فإذا لم تنجع هذه الأدوية في شفائها بعد أمر الله ـ عز وجل -؛ فآخر العلاج الكي، والاستئصال من أورام خبيثة ونحوها نوع من أنواع علاجها .
لقـد ـ والله ــ مـرقـوا مـن الإسـلام كـمـا يـمـرق الـسـهـم مـن الـرمـيـة؛ إذ أنهـم خـالـفـوا الـنـصـوص المحكـات الواضحات في كتاب الله ـ عز وجل ـ وفي سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لـمـجـرد أفهام كاسدة، وظنـون باطلة، لمجرد شبه كبيـوت العنكبوت، وصـدق الله ـ عز وجل ـ إذ وصـفـهـم فقال: «هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله» [آل عمران: 7].
صدقت هذه الآية على الخوارج، وفسرها السلف ـ رضي الله تعالى عنهم ـ مـن الصحابة والتابعين بـالخوارج؛ لأنهم يلتمسون متشابهات في القرآن؛ فيضربون بها الأمور المحكمة، والنصوص المحكمة، والأمور المجمع عليها.
فهؤلاء.. ما قاموا به من عمل هل هو جهاد؟! والله لو عرض على كل ملة، والله لو عرض على كل فطرة سليمة ـ لأخبرت أنه غدر وخيانة، وأنه جبن وذل.
والشرائع السماوية لا ترضى به، والإسلام على رأس هذه الشرائع السماوية ــ وهـو خاتمهـا ــ جـاء بتحـريـم هـذه الأعمال، وبالنهي عنها، وبجعلها في مصاف الغدر والخيانة.
فأي جنابة جنوا على الإسلام؟! وأي جناية جنوا على العرب؟!!
العرب في جاهليتهم لا تعرف هذه الألوان من الغدر؛ من أعطوه الأمـان ـ أو أعطـاه بـعـضـهـم الأمـان ـ يدفعون دماءهم دونه، ولو كان ضدهم في كل مبدأ.
وأهل الإسلام أكد عليهم الإسلام ذلك، ورشحه في نفوسهم أكثر.
فهؤلاء، لا لقيم الجاهلية رعوا، ولا لمبادئ الإسلام حفظوا.
يقول الله - عز وجل ـ أيها المؤمنون ـ في (سورة الحج): «إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور» [الحج: ۳۸]، هذه الآية.. اذهبوا إلى تفسير الإمام القرطبي المالكي ـ وهو من علماء الإسلام، ليس من علماء السلطة؛ لأنه توفي قبل سبعمائة سنة ـ، فانظروا ماذا يقول في تفسير هذه الآية.
يقول ـ رحمه الله ـ: روي أنها نزلت بسبب المؤمنين لـمـا كثروا في مكة وآذاهـم الكـفـار؛ فهاجر مـن هـاجر إلى الحبشة، ومن بقي بمكة قالوا: إننا سوف نَقْتُل من أمكننا من الكفار، وسوف نغتال ونغدر ونحتال؛ فتدخل الله ــ عـز وجل ـ بأمره وحكمته، وأخبرهم أنه ليس في حاجة لنشر الدين بهذه الطرق الخسيسة؛ فقال: «إن الله يدافع عن الذين آمنوا»؛ فهو المتكفل بالدفاع عنهم، وبحفظ دينه إلى أن تقوم الساعة، أما هذه الطرق فالله ـ جل جلاله ـ قال: «إن الله لا يحب كل خوان كفور».
قال الإمام القرطبي: فهذه الآية أفصح نص في النهي عن الغدر والتحذير منه.
فيا سبحان الله ! يرومون أن يدعوا إلى الإسلام بغير هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم -؛ خابوا وخسروا.
هؤلاء لا يعجبهم أحد من الناس مهما بلغ في الصلاح والاستقامة.
روى ابن مردويه أن أحد هؤلاء الخوارج ـ أحد أجداد هؤلاء الذين فجروا في الرياض ـ جاء إلى سـعـد بـن أبي وقاص - رضي الله عنه ـ، فقال لسعد ـ ماذا قال لهذا الصحابي الجليل؟! فقال له ـ: «أنت من أئمة الكفـر »!! فأجابه سعد ـ رضي الله عنه ـ صاحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم -: «كذبت؛ ولكنني قاتلت أئمة الكفر».
أبو أيوب الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ، الإمام الصحابي المجاهد، جاهـد هـؤلاء الخوارج، فتابع أحـدهـم في معركة مشهورة بين الصحابة وبينهم، فشجه برمحه، فدخل بين كتفيه، وقال أبو أيـوب ـ بـكـل ثـقـة؛ لـمـا يعلمـه عـن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أبشر ـ يا عدو الله ـ بالنار». فإذا قال له هذا الخارجي وهو في حال الاحتضار ـ انظروا إلى الفكر ماذا يفعل بأصحابه ـ ؟ ! التفت والرمح في ظهره، وقال لأبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه ـ: «ستعلم غذا مـن أولى بهـا صـليا : يعني أنكم ـ أيها الصحابة ـ أولى منا بالنار، ونحن أهل الحق ... وهكذا هم ـ والعياذ بالله ..
أيها المسلمون:
أدلة جلية في الكتاب العزيز تبين أن ما قام به هؤلاء باطل وضلال مبين، لن أطيل عليكم بها.
يقول الله - عز وجل ـ في (الوصايا العشر) في (سورة الأنعام): «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون» [الأنعام: 151 ]، والنفس التي حرم الله قتلهـا هـي: نفس المؤمن، ونفس المعاهـد الذي دخل بلاد الإسلام بعهد وأمان، حتى لو أمنه واحد من المسلمين وجب على المسلمين أن يحفظـوا هـذه الأمة، حتى لو أمنته امرأة من نساء المؤمنين وجب أن يحترم الجميع هذه الذمة، ولـو كـان المُؤَمَّنُ كافرا بالله ورسوله، محاربا قبل هذا الأمان الله ورسوله.
يقول ـ عليه الصلاة والسّلام ـ عندما جاءت أم هانئ بمشركَيْن حربيين يقاتلان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم -، فقالت: «إني قد أجرتهما».
فكأن بعض الصحابة لم يرض هذا الأمان منهـا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قد أجرنا من أجرت ـ يا أم هاني».
وثبت في (الصحيحين) أنه ـ عليه الصلاة والسّلام ـ قـال كـما في حديث علي بن أبي طالب: «وذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم».
فسبحان الله! هؤلاء الذين دخلوا إلى بلاد الإسلام دخلوها بأمان، ومن المعلوم أن دخـولهـم بأمـان جـائز بإجماع المسلمين ما دام للمسلمين فيهم مصلحة؛ فبأي حق تقتلهم؟! وبأي شريعة تغدر بهم؟!! إنك لست مـن الخوارج الأقحاح الأقوياء الشجعان الذين يواجهون الحروب ويواجهون الرجال؛ ولكنك
أخـذت مـن الـخوارج تكفير المسلمين، وقطـع عـهـدهـم وذممهم، وأخـذت مـن الأحزاب الشيوعية ـ وأمثالهـا مـن الأحزاب ـ الغدر والنتاءة، وأن الغاية تبرر الوسيلة؛ لأي شيء أنت؟!!!
فهؤلاء لم يكونوا من الخوارج الصرف؛ لأن الخوارج الصرف أشرف من هؤلاء؛ ولكنهم جمعوا تكفير المسلمين، وجمعوا خسة طرق الأحزاب الشيوعية ونحوها التي لا دين لها في التعامل مع قضاياهم والوصول إلى غايتهم.
فهل هؤلاء يفرح بهم مـؤمـن؟! وهل هؤلاء يـعـجـب بأعمـالـهـم معجب؟!
لا ـ والله الذي رفع السماوات بغير عمد.
دليل آخر في (مسند الإمام أحمد) وفي (مشكل الآثار) للطحاوي ـ رحمه الله تعالى ـ وغيرها من دواوين الإسلام:
أن رباعة بن شداد كان من التابعين، وكان واقفا على رأس المختار بن أبي عبيد، تعرفون مـن هـو المختـار بـن أبي عبيـد؟ إنه مدعي النبوة، الذي ادعى أنه رسول من الله - عز وجل ـ.
وكان هذا التابعي ـ الذي تربى في أحضان السلف، ولم تعصف به الأهواء ولا العواطف المبتعـدة عـن الـشرع - واقفا على رأس المختار بن أبي عبيد، يقول ابن شداد: «فلما علمت كذبـه هممت أن أسـل سـيفي وأن أضرب عنقه»، کافر، مدعي النبوة. يقول: «فما منعني من ذلك إلا ما سمعته من عمرو بن الحمق ـ رضي الله عنه ـ، قال: سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: من أَمَّنَ رجلا على دمه فقتله؛ نصب له لواء الغدر يوم القيامة» .
هذا لفظ الإمام أحمد، وفي لفظ للإمام أحمد أنه ـ عليه الصلاة والسّلام ـ قال: «ما من رجل يستأمن رجلا على دمه فيقتله؛ إلا برئتُ من القاتل، وإن كان المقتول كافرا».
وفي لفظ لهذا الحديث عند عبد الرزاق في (مصنفه) أن النبي ـ عليه الصلاة والسّلام ـ قال: «فقد برئت ذمة الله من القاتل، وإن كان المقتول كافرا».
هذه النصوص الصريحة.أين هم عنها؟! .
إنهم يعرفونها حقا، ولكن قلوبهم جبلت على اتباع المتشابه؛ حتى يكتب الله ـ عز وجل ـ أمرا مقضيا . فيا أيها المسلمون، اتقوا الله - عز وجل -، وارجوا اليـوم الآخر بالابتعـاد عـن مثـل هـذه الأفكار الضالة المضلة، وعن هذه الأعمال البائسة.
إن اليهود والنصارى لو بذلوا ملايين الدولارات، وأنفقوا خزائن الذهب؛ لتشويه صورة الإسلام بمثـل مـا شـوه هؤلاء دين الإسلام ـ لما استطاعوا، وقد أعجزهم ذلك ـ بحمد الله - ، وما زال الإسلام يسري في الغرب وفي كل مكان، رغم ما يفعلونه من دوافع ومن مضادات لانتشار هذا الدين إلا أن الناس يقبلونه.
حتى ابتلي الناس بمثل هؤلاء الذين شوهوا صورته، وأدخلوا فـيـه ما هو دخـيـل ومـا هـو بـعيـد عـن ديـن
الله سبحانه وتعالى .
يقولون: إن هذه الدولة ليس لها بيعة، أما نحن فإننا مسؤولون عن أمور المسلمين!! .
هذه الدولة.. علماء ـ احسبوهم معي ـ :
الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله ـ من أئمة العلماء في القرن المنصرف والشيخ عمر بن سرير، والشيخ بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ سعد بـن عتيـق مـن أئمة الحديث وعلمائه الكبار، والشيخ سليمان بن سحمان، والشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، والشيخ عبد العزيز بن
باز، والشيخ عبد الله بن حميد، والشيخ ابن عثيمين... (كل هؤلاء) ينصون على شرعية هذه الدولة، وعلى صحة بيعتها.
فهؤلاء يُجمعون على ضلالة وأنتم ـ أيها الشرذمة الصغار!! ـ تضعون أنفسكم بأن لكم الولاية على بلاد المسلمين وعلى أهل الإسلام؟! من الذي خَوَّلَكم؟!! ومن الذي أعطاكم ذلك؟!!! ولو كان الأمر سائبا كما تفعلون؛ لكان المسلمون في فوضى واضطراب لا يخرجون منها.
فالحذر الحذر من هذه الأفكار؛ فإنها لا يراد بها سوى هدم الدين.
ولهذا؛ قال العلماء: إن الله - عز وجل ـ في سنته الكونية لا يجعـل لهؤلاء الخوارج دولة، لـمـاذا؟ لأن الأمور لا تستقيم بهم ولا بأفكارهم؛ فهم يكفرون المجتمعات عموما، وهم اليوم يقتلون من ترون؛ ليتذرعوا إلى قلوب الشباب المغرر بهم؛ حتى يفسدوا أكبر قدر ممكن من الشباب، ثم سيعودون إلى أهل الإسلام يقتلونهم.
نسأل الله - عز وجل ـ أن لا يرينا هذا اليوم، وأن يدفع شرهم.
أيها المسلمون:
نحن في هذا المجتمع في سفينة واحدة، إن غرقت هذه السفينة هلك الجميع، وإن نجت هذه السفينة نجا الجميع، والسفينة التي نعيش فيها لا نقول: إنها كاملة، وإنها تامة؛ بل النقص موجود، ولكن حسبها أنها تسير، وأنها تستمر في العطاء؛ فإصلاحها والقيام على تقويمها هو شرع الله ـ سبحانه وتعالى -، لا تدميرها وإغراقها حتى يغرق الناس جميعا.
فاتقوا الله - عز وجل ـ في هذا الـخـيـر الـذي أجراه الله ـ عز وجل ـ على أيديكم، احفظوه؛ يحفظكم الله ــ عـز وجل -، ولا تكونوا كالذين كفروا نعمة الله - عز وجل -، وأرادوا أن يبدلهم الله - عز وجل ـ بالأمن خوفا، وبالنعمة كفرانا .. والعياذ بالله -؛ فتضلوا في الدنيا، وتشقوا في الآخرة.
اتقوا الله - عز وجل ـ أيها المدرسون، أيها الآباء، أيها الوعاظ والمذكرون ـ في أنفسكم بتبليغ الناس دين الله ـ عـز وجل ـ الصحيح، اتقوا الله - عز وجل ـ في أمم وراءكم تريد أن تتعرف عـلى هـذا الـدين؛ فعليكم أن لا تتعـرف هـذه الأمم على دينكم إلا عن طريقكم ـ أيها الأمناء الذين تنقلونه بصورة صحيحة، دعوا عنكم من يكون غاضبا لأجل نقصان في جهد مياه، دعـوا عـنـكـم مـن يـكـون الحقـد قـد مـلأ قلبه لأن فلانا تصدر المسؤولية وهو لم يتصدرها؛ فهؤلاء حظهم الدنيا فقط، أما أهـل الآخـرة فـلا يـأبهون بهذه الدنيا، ولا يلتفتون إليها، ولهذا؛ هم يتبعون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما يستأثر مـن يستأثر بالمال: أن لا ينظروا إلى هذا الاستثار، وأن لا ينتقموا لأنفسهم؛ وإنما يكون منهم أن ينشروا دين الله - عز وجل -، وأن يقيموا الحجـة عـلى عـبـاده أجمعين.