الحمد لله الكريم الودود، المعروف بالكرم والجود، المحيط علمه بالحد والمحدود. أحمده سبحانه وهو الرب المعبود.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها من هول اليوم الموعود، وتدخله جنات تجري أنهارها بغير أخدود.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صاحب اللواء المعقود، والحوض المورود، والمقام المحمود. اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، ما أضاءت البروق وسبحت الرعود، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى. عباد الله، هبوا من هذه الرقدة والمنام. واهجروا الفواحش والآثام. وارجعوا إلى طاعة الملك العلام، من قبل أن يأتي يوم تشقق السماء فيه بالغمام. فياله من يوم ما أطوله! ومن حساب ما أثقله! ومن جزاء ما أجزله! ومن عقاب ما أهوله .
يوم عظيم جمعت فيه القيامة أهوالها، ووضعت فيه الحوامل أحمالها، وزلزلت الأرض زلزالها، وأخرجت الأرض أثقالها، وقال الإنسان: مالها؟ يومئذ تحدث أخبارها، بأن ربك أوحى لها. وشاب الوليد. وحق الوعيد. وعظم الهول الشديد. { وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }.
وخضعت الرقاب لرب الأرباب. وذل كل فاجر كذاب. فالسعيد من استعمل نفسه في طاعة المعبود، وخاف أن لا ينجو من النار بعد الورود. فانتبهوا رحمكم الله، واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله، ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.