الحمد لله الذي وفق عباده المؤمنين لأداء الأعمال الصالحات، وشرح صدور أوليائه المتقين للإيمان بما جاء به رسوله من الحكمة والآيات، وكشف عن قلوب أحبابه حجب الجهالة والضلالات، ويسر لهم من الباقيات الصالحات ما يتبوؤون به منازل الجنات، فضلا منه ونعمة، وربك يخلق ما يشاء ويختار من المخلوقات. أحمده سبحانه على ما له من الأسماء الحسنى والصفات، وأشكره على ما أسداه من الإنعام والبركات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها رفيع الدرجات.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب الآيات والمعجزات.
اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ذوي الهمم العاليات، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، فإن بتقواه تحصل السعادة والنجاة، واجتهدوا في طاعته فقد أفلح من اجتهد في الطاعات، وعليكم بالصدق في معاملته فقد خاب من كذب الله في المعاملات، وأخلصوا له القصد والنية فإنما الأعمال بالنيات، وخصوا هذا الشهر العظيم بمزيد الطاعات والإكثار من الحسنات، إن الحسنات يذهبن السيئات، وتعرضوا لنفحات بره فإن لله في أيام دهركم نفحات.
قال أبو هريرة رضي الله عنه: "صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: آمين آمين آمين. فقيل له: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: آمين آمين آمين. فقال: أتاني جبرائيل عليه السلام فقال: يا محمد رغم أنف امرئ دخل عليه شهر رمضان ثم خرج ولم يغفر له، قل: آمين، فقلت: آمين، ثم قال: رغم أنف امرئ أدرك أبويه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، قل: آمين، فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف أمرئ ذكرتَ عنده فلم يصلّ عليك، قل: آمين، فقلت: آمين" .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبرائيل فيدارسه القرآن، فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة".
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.