{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ }. نصب أدلة مخلوقاته، وأقام براهين آياته، وتحبب بنعمه وآلائه. ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أحمده سبحانه على ما أولاه من عظيم إنعامه، وما اختصنا به من معرفته وإكرامه، وهدانا لتوحيده وإسلام الوجه له، وقد ضل عن ذلك الأكثرون. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وسبحان الله رب العرش عما يصفون.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخليله الصادق المأمون. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه الذين هم بسنته مستمسكون، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد فيا أيها الناس:
اتقوا الله حق تقاته، وتدبروا ما أنزل إليكم من حكمه وآياته، واعلموا أن الله لم يخلقكم عبثا، ولم يضرب عنكم صفحا؛ بل خلقكم لمعرفته وعبادته، وأمركم بتوحيده وطاعته، وأرسل رسله مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة؛ فقامت بذلك حجته على العباد، وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا، وظهرت أعلام الملة والدين. فتداركوا أعماركم قبل انخرام آجالها وحياتها، فقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون. ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.