خطبة 20 ( قصيرة في الحث على الحج )

شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب

الحمد لله الذي هدى أولياءه لدين الإسلام، ووفقهم لزيارة بيته الحرام، وخصهم بالشوق إلى تلك المشاعر العظام، وحط عن وفده

جميع الأوزار والآثام.

أحمده سبحانه على جزيل الفضل والإنعام، وأشكره على ما أولاه من التوفيق والإلهام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق السلام، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير معلم وإمام. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى الذي اصطفى لكم الإسلام، وفضلكم به على كافة الأنام، وأسبغ عليكم نعمه الجسيمة العظام، ونصب لكم الأدلة على صحة الدين ورفع الأعلام، فاتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، ولا تكونوا ممن أعرض عن ذلك وسام مع بهيمة الأنعام.

واعلموا أن حج بيت الله الحرام أحد أركان الإسلام، فرض على من استطاع السبيل إليه من الأنام، وهو في تكفير الذنوب والسيئات واسطة عقد النظام.

وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لقد هممت أن أنظر من استطاع الحج فلم يحج، فأضع عليهم الجزية، ما هم عندي بمسلمين".

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "من قدر على الحج فتركه فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا" أخرجه الترمذي بلفظ: عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا ..." .

فاتقوا الله عباد الله وبادروا بالحج في هذا العام، واحذروا ما يبطل العمل من الرفث والفسوق والآثام.

ففي الحديث: "من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه".

وفيه أيضا: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.