خطبة 10 ( قصيرة )

شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب

الحمد لله الملك العزيز العلام، العلي العظيم، الكريم السلام، غافر الذنب وقابل التوب من جميع الآثام. أحمده سبحانه على ما اتصف به من صفات الجلال والإكرام. وأشكره على ما أسداه من جزيل الفضل والإنعام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها الفوز بدار السلام.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أظهر الله به الإيمان والإسلام. اللهم صلّ على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد فيا أيها الناس، اتقوا الله تقية من خاف وحذر واستقام، والتزموا ما أوجبه عليكم من حقوق الإيمان والإسلام، وأحبوه تعالى بما غذاكم به من سوابغ المن والإنعام، واشكروه على ما أولاكم من جزيل الفضل والإكرام.

عباد الله:

قد وضح السبيل فما هذا الإعراض والإحجام؟ وقد استمع النذير فما هذا الإخلاد، والدار ليست بدار مقام، هل يقنع بالسوم في هذه الدار ويرضاه لنفسه إلا أشباه الأنعام. عباد الله، قد سار المؤمنون وشمروا إلى دار السلام؛ وصاموا عن محارم الله والآثام. فما أفطروا إلا يوم القدوم على الملك السلام. فنالوا من كرامته ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر من الأنام.

"إن الله غرس جنة عدن بيده فقال لها: تكلمي، قالت { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } " .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ رضي الله عنهوَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل، لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.